[url=https://www.facebook.com/editnote.php?draft¬e_id=217537481633341&id=100001497023601]Redigera[/url]
[b]مقالة الاثنين ../ سوريا ..الى أين../ بقلم : أ.يعقوب مراد ـ السويد[/b]
av [url=https://www.facebook.com/profile.php?id=100001497023601]الكاتب يعقوب مراد[/url] kl. den 12 september 2011 kl. 15:57
عندما
تلقيت دعوة من صديقي البرفسور السويدي فريدريك . م .يوهانسون لكتابة بحث
ودراسة حول مايجري في البلاد العربية عامة وفي سوريا خاصة .,لم أك أعرف
بأنه سيحول بحثي هذا الى محاضرة لطلاب جامعة اوبسالا .,ولهذا نصحني بأن
أقرأ كتاب ../ ماهو الخطأ في علاقة الاسلام بالغرب .../ للكاتب الأمريكي
برنار لويس المعروف المتخصص في الدراسات الاسلامية , وفعلا اسرعت للمكتبة
العامة وجلبت الكتاب ولكني فوجئت بأن الكاتب غلف أفكاره بكلمات رنانة .,من
حيث عشقه للشرق والاسلام والحضارة الاسلامية التي ازدهرت في القرون الوسطى
حيث كانت أوربا تغرق في الجهل والتعصب ومحاكم التفتيش والحروب الصليبية
..ثم فجأة يرمي السم كله في سؤال خبيث :
ماالذي حدث لينقلب الوضع وتتفوق اوربا والحضارة الغربية على الشرق والحضارة الاسلامية ..!!؟
ثم
يتساءل باستغراب : شيء ما يدعو الى العجب والتعجب ..لماذا حدثت جميع
الاكتشافات العلمية في الغرب المسيحي ., وليس في الشرق الاسلامي ..!؟
حملت
هذه الافكار وغيرها من الاسئلة وما علاقة الكتاب بما يجري في العالم
العربي .,والقيتها على طاولة صديقي البروفسور فريدريك المتخصص في تاريخ
الحضارات البشرية.
ودخلنا معمعة الحوار .,وتشعب النقاش لنصل الى
نتيجة بأن الكتاب يميز الاعراق بعنصرية ,ويعطي افضلية للبعض لمجرد امتلاكهم
القوة وفرض القرار على حساب البعض الاخر الذين لايمكلون الا الحق وهنا
تتلاشى العدالة الدولية ليحل مكانها مصالح الدول التي تضرب السياسة بالدين
لاجل تنفيذ مخططاتها
وبعد نقاش طويل اتفقنا على تسجيل عدة نقاط
أولا : المؤلف كان لدية الجرأة أن يسأل عن الأسباب لكنه لم يملك نفس الجرأة لقول الحقيقة فيما يتعلق بالاجوبة ..
لأن
المشكلة الحقيقية لاتكمن باختلاف الاديان أو اللغات أو الثقافات بالعكس
الاختلاف يعطي زخم وحياة لها., بل المشكلة هي سياسية وأقتصادية في
الاساس..ذلك أن الاستعمار القديم والجديد وبالتعاون مع بعض الحكومات
العربية التي أوجدها بالاساس تعاونوا سوية من أجل اضعاف قدرات الشرق
الابداعية في العلوم والفنون., ولهذا تعاقب على البلاد العربية الاستعمار
تلو الاستعمار التركي والانكليزي والفرنسي والايطالي والالماني والامريكي
التي ساهمت بايجاد انظمة ملائمة لكبت الحريات والافكار والتطور وأصبح
التعليم مثلا في اغلب البلاد العربية كاحد الاجهزة البوليسية لقمع الخلق
والابداع وتدمير الذكاء الفطري منذ الطفولة .
.اذ قلما نجد مفكرا
مبدعا لم يعرف زنزانة السجن ولو لمرة واحدة على الاقل في حياته., وقد قيل
مرة أن السجن هو المكان الوحيد الذي يتساوى فيه المراة والرجل في البلاد
العربية ., والغريب أن كل هذا كان ومازال يحدث بموافقة الحكومات الاوربية
وتحت نظرهم وسمعهم من دون أن يحركوا ساكنا بل ساعدوا متوسطي الذكاء والحمقى
بأن يستولوا على مقاعد الحكم.,وعلى المناصب الكبيرة والجوائز التقديرية
والحوافز والاضواء وكل شيء., وبهذا الاسلوب فرض الاستعمار تلو الاستعمار ..
ثانيا
: من هذا المنطق اذا كان يجب أن نفرق مابين المسيحية كدين والحكومات
الاوربية فيجب أن نفرق أيضا مابين الاسلام كدين ومابين الحكومات الاسلامية
عندما نتحدث عن الشرق.,ولهذا نجد بأن العالم المتحضر نجح وتطور بعد ان فصل
الدين عن الدولة نجدهم يشجعون المتعصبين دينيا لاستلام زمام الحكم في
افريقيا والشرق الاوسط والخليج ودفعها باتجاه الدول الدينية لاستثمار
الفتنة في تحريض طائفي يبقي هذا الجزء من العالم متخلفا .
ثالثا : ..
مايحدث الان هو استثمار لمرحلة مقبلة قد تمتد الى نصف قرن من الزمن ..وهو
تكرار لماحدث في بداية القرن العشرين حين ساهموا في بناء الشيوعية كقوة
كبيرة من أجل تحويلها الى عدو كبير تم تحطيمه في نهاية القرن الماضي .هكذا
هو الحال الان فانهم استغلوا احداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك "
المفبركة " واتهام جماعات اسلامية ثم المساعدة في بناء الاسلام كقوة كبيرة
قد يمتد الامر لسنوات طويلة بحيث تتحول الى عدو كبير يهدد البشرية ثم يتم
الانقضاض عليه كما حدث مع الشيوعية.
رابعا : ومن أجل ذلك لابد من
تحطيم الدول الممانعة والوطنية والعلمانية كلبنان وسوريا وايران والعراق
ولاجل ذلك تم بناء اكبر قاعدة عسكرية في قطر والابقاء على الدول التي
يحكمها ملوك وامراء لانهم لايشكلون اي تأثير., وفعلا ساهموا بطريقة غير
مباشرة بنصب فخ للعراق وكلنا يعرف حكاية العراق وافغانستان .,
خامسا :
اعطي الامر بضم كل من المملكة الاردنية والمملكة المغربية لمجلس التعاون
الخليجي ليزداد عدد الدول للسيطرة على قرارات الجامعة العربية ..وبدأ
سيناريو تغيير الرؤساء العرب ومن اجل أن تعطي مصداقية بقوة الشعوب
ولنشرحالة من الخوف والهلع بالشارع العربي تم اختيار البداية من تونس ومصر
بالتواطؤ مع الجيش في البلدين فتم الامر سريعا وتم عزل ليبيا وضربها
للاستيلاء على مالها ونفطها واعطاء فرص للشركات الاوربية والامريكية التي
عانت الكساد خلال الازمة الاقتصادية الخانقة واشعلوها باليمن لضمان منفذ
البحرالاحمر., وبموافقة الرئيس السوداني على تقسيم السودان ..تم اغلاق ملفه
في محكمة الجنائية الدولية وهكذا بقيت الجزائر والدول العنيدة سوريا
وايران ولبنان ..وكانت نقطة الانطلاقة هي لبنان
سادسا : ولاجل ذلك
كانت نقطة الانطلاقة في هذا الاتجاه من لبنان لضرب العلاقة السورية
اللبنانية على مرحلتين : المرحلة الاولى تمت باغتيال رفيق الحريري
ومااعقبها من انتكاسات خطيرة وتفرقة وعداوة لسوريا استمرت عدة سنوات واتضح
بانها كانت بريئة فعادت الامور لطبيعتها بين البلدين وبدات ثمة مفاوضات
بما كان يسمى س س اي / سورية ـ سعودية / . وفجأة دعي ملك السعودية لامريكا
بحجة المرض ولاجراء عملية جراحية لحقه بعد ذلك سعد الحريري وعلى مايبدو
بانهم اطلعوا على جزء من خطة تغيير بالعالم العربي تحت اسم ربيع الثورات
العربية وقد تم الاعداد لها بشكل جيد اعلاميا وسياسيا واقتصاديا بجمع
تحالف عربي ودولي من اجل تنفيذها ..وفعلا اعلن سعد الحريري من البيت الابيض
تخليه عن اتفاق / س س / وسقطت حكومته بانسحاب وزراء المعارضة ودعا لاول
مرة لاحتتفال بمناسبة استشهاد والده والقى خطابا مختلفا بحيث بدا بخلع
سترته وكرافيته والغريب انه لم يهاجم او يتطرق لسوريا ابدا وهنا مااثار
استغراب وشك بان ثمة شي ما يدبر بالخفاء وبعدها مباشرة بدات شرارة مايسمى
الثورة السورية واغلب غرفها ودعمها وتمويلها في بيروت ويبدو بان امره انكشف
فاضطر للهروب والاختباء في باريس حيث يلتقي وينسق مع المعارضة للاطاحة
بنظام الحكم بسوريا للخلاص من حزب الله والعودة بلبنان لحضن الجهل والتخلف
السعودي ..
سابعا : ان كل ماتسعى اليه الدول الاستعمارية هو نشر فوضى
مبرمجة لتهجيرالاقليات والعقول النيرة للغرب وابقاء الدول العربيه تتخبط
في العنف من خلال أنظمة دينية متشددة يحكمها شيوخ بعقلية العصور الجاهلية
.,وهذا مابدأ فعلا بتسهيل عودة الجماعات الاسلامية باتجاه صناعة القرار في
تونس ومصر واليمن وليبيا ..وسوريا
ثامنا : ولان سوريا تختلف عن مصر
وتونس وليبيا..فقد أعدوا عدة خطط ووفروا للمعارضة السورية دعما ماديا
وعسكريا وسياسيا واعلاميا مايكفي لخوض حرب عالمية ثالثة ولولا ثقة ومحبة
الشعب السوري لرئيسه بشار الاسد لحققوا هدفهم من الشهرالاول ..ولكن
الكاريزما الساحرة والمحببة للرئيس بشار واهتماماته الاصلاحية والاقتصادية
ومواقفه الوطنية التي لاينكرها حتى معارضوه أفشل مخططهم , خاصة أن الشعب
السوري لم يتعود لحرب اهلية داخلية وهو الذي عاش سنوات طويلة من الاستقرار
والامان .,
وبعد : سوريا الى اين ..!؟
فمن خلال الاطلاع على مايكتب في صفحات التواصل الاجتماعي نستطيع أن نسجل مايلي :
أولا
: ان اكثرية الشعب السوري يؤيدون ويحبون الرئيس كانسان ويحترموا مواقفه
الوطنية ويقدرون جيدا الانجازات التي تحققت خلال الاربعين عاما الاخيرة
التي صنعت سوريا الحديثة..ولكنهم يسعون للاصلاح لمواكبة التطور .
ثانيا
: ان الشعب السوري بكل اطيافه يرفض التدخل الاجنبي في شؤونه الداخليه .,
خاصة بعد استجابة الحكومة للسير في طريق الاصلاح التي تمت الموافقة عليها
من قبل رئيس الجمهورية
ثالثا : ان اول اهتمامات الشعب السوري هو
رغبته في توفير حالة الاستقرار والامان التي تعود عليها لانها تفسح له
مجالا مريحا للحياة والعمل والدراسة , وان الشعب السوري امام خيار واحد وهو
الارادة ... ارادة الحق مقابل ارادة القوة ..
والان : الى اين نحن
ذاهبون..؟ لتسليم مقدرات البلد للمستعمر الذي يملك القوة وتبقى سوريا تعيش
في عصر الجاهلية والتخلف او المواجهة ورفض المذلة والتبعية والمحافظة على
سيادة القرار مهما كلف الامر ...
للاجابة على هذا السؤال هناك
حكايات كثيرة عن البطولة يرويها الحكواتي في امسيات رمضان عن سوريا العزة
والكرامة التي لاتخاف القوة الغاشمة ..وفي تاريخنا المعاصر يوسف العظمة
الذي ضرب مثلا رائعا في البطولة حين تصدى لجيش فرنسا ببضعة مئات واستشهد مع
رفاقه وهو كان يعرف انه ذاهب للموت ولكنه ابى ان يسلم دمشق بدون مقاومة
لان من يملك ارادة الحق يكون كالشجر لايموت الا واقفا وان سقط لايسقط لوحده
بل على اعداءه .
.....................................بقلم : أ . يعقوب مراد ـ السويد