صحاب الصفحة: نحن مصرّون على العمل والقتال الإلكتروني من أجل سورية الحبيبة
نلعب مع موقع الفيسبوك ألعاباً إلكترونية، ولكننا حريصون جداً على أن نلعب اللعبة ضمن حدود الأدب والأخلاق، ومن غير اللجوء إلى كلمات نابية.. نحن فقط نريد أن نقول إننا أصحاب قضية ومن حقنا أن نوصل صوتنا إلى كلّ العالم بكلِّ اللغات وفي كلِّ المواقع.
نحن نريد أن نقول دوماً: إننا نعشق بلدنا الحبيب سورية، وإننا نريد له مستقبلاً كله أمان واستقرار، وإننا نؤمن بقيادتنا الحكيمة وبأجندة الانتظار، وإننا سننتظر ذلك، وسنعمل من أجل مستقبل سوري آمن ومستقر وجميل..
بهذه الكلمات الحماسية، التي تضج بالوطنية وبأحاسيس صادقة ونبيلة، ختم الشاب علي فرحا، الذي يتمّ دراسته لهندسة الحواسيب في إحدى الجامعات السورية الخاصة، حديثه عن مجموعة الفيسبوك، التي أنشأها بداية بالتعاون مع صديقه حاتم ديب (طالب معلوماتية في جامعة خاصة سورية)، وانضمَّ إليهما لاحقاً مجموعة رائعة من الأصدقاء المساندين تحت اسم: «الجيش السوري الإلكتروني».
«كانت فكرة متواضعة وذكية من شباب سوري رائع أحسَّ بالمسؤولية تجاه الوطن (سورية) في لحظات المحنة الصعبة. شباب في عمر الورد، يملكون الخبرة التقنية، والأهم من ذلك يملكون الحماسة والصدق والمحبة. هذه الحماسة المدعومة بالرغبة في العمل لم تكن لتصل إلى شيء من غير حماسة محبي ومشجعي هذه الصفحة، فهم قوّتها الحقيقية، وهم المادة التي تحارب والصوت الذي يصل»؛ على حدِّ قول فرحا.
هجومات منظمة أخذت طابع الاعتصامات الإلكترونية، التي تتشكل بفعل نداء منظم ودقيق لمحبي الصفحة، ليكونوا حاضرين في لحظة معينة، وليقوموا جميعاً على نحو متواتر بوضع عبارات معدّة بدقة ووضعها كتعليقات على أهم الصفحات العالمية الموجودة على موقع الفيسبوك، مثل: صفحة الرئيس الأمريكي أوباما- صفحة البيت الأبيض- صفحات مجموعة من الجرائد والمجلات العالمية الصادرة باللغات الإنكليزية والفرنسية مثل الغارديان- صفحات المحطات الفضائية مثل الجزيرة والعربية.
الفكرة البسيطة، والتنظيم الدقيق، والتزايد المتسارع لمحبي الصفحة، كان أمراً أزعج، منذ البداية ويزعج حتى اللحظة، إدارة موقع الفيسبوك في أمريكا، والتي قامت أكثر من ست مرات بإغلاق الصفحة، ليتمكّن أصحابها ومحبوها من إعادة فتحها بسرعة وإعادة جذب مريدين أيضاً بشكل تقني عال، حتى إنه بعد إغلاقها في المرة الخامسة تمكَّن أصحابها من جذب أكثر من عشرة آلاف محب ومريد حقيقي للصفحة، فقط خلال أربع ساعات.
«أدوات الصفحة وتطبيقاتها تتطوّر كلَّ يوم. أما ملهمنا الدائم فهو رغبتنا في المشاركة. نحن نؤمن بأننا شباب قادر، وإن كنا لا نحمل بندقية فإننا نحمل عقولاً نظيفة وقلوباً نظيفة.. وهل يلزم أكثر من هذا للدفاع عن استقرار وطننا الحبيب، في محنة بتنا ندرك تماماً أنها تدار من غرف عمليات سوداء في بلاد بعيدة عنا؟!.. هذا ما قاله الشاب فرحا ذو العشرين ربيعاً». وأضاف: «الفرق بيننا وبينهم أنهم يعتمدون على حسابات وهمية وعلى هنود وباكستانيين يديرون صفحاتهم القذرة، وعلى مبالغ طائلة من الأموال. أما نحن، فلدينا محبون حقيقيون وقلوب شباب وأطفال وكهول يؤمنون برسالة الصفحة وبالشباب السوري الواعي والموهوب وبطاقات هذا الشعب الرائع». ويتذكّر علي فرحا، على سبيل النكتة، أنَّ «أحد الأمريكيين -وهو كما عرف عن نفسه أستاذ جامعي في الولايات المتحدة الأمريكية- أثنى على جهود المجموعة وعلى التعليقات التي وضعناها على صفحة البيت الأبيض، وقال: نحن نصدقكم، ومن حقّكم الدفاع عن وطنكم.. بل ذهب أبعد من ذلك، وقال: لتترجموا إلى العربية أننا أيضاً نحبّ بشّاركم».
جهود هذه المجموعة المتحمّسة والنشطة من الشباب السوري لم تتوقّف عند حدود موقع صفحات الفيسبوك، بل امتدَّت لتشمل أكثر من موقع من شبكات التواصل الاجتماعي، ويأتي على رأسها «موقع تويتر»، الذي أتمَّ عامه الخامس منذ فترة قصيرة، لكنه مازال جديداً بالنسبة إلى الكثير من السوريين.
علي وأصدقاؤه لاحظوا مدى أهمية هذا الموقع في نقل الأخبار، ومدى اعتماد وكالات الأنباء العالمية عليه، فعملوا على تعليم مجموعة من الشباب آلية استخدامه، ودرسوا نطاق صلاحياته وخصوصية قوانينه، وعملوا على نشر تطبيقات تساعد على إيصال الأخبار دون غلط ودون مبالغة وتهويل إعلامي كاذب ومضاد لا يصبّ في مصلحة وطننا سورية. جهد كبير وساعات عمل طويلة وترقّب لانهاية له خلف الشاشات الفضية.. هكذا يمكن وصف أيام شباب المجموعة جميعهم ودون استثناء، حيث كان يذكرهم علي دوماً ويقول: إنهم رائعون باختصار.
«نحن لسنا جهة رسمية، ولا أحد يشجّعنا سوى أبناء وطننا المحبون والشرفاء. نحن انتفاضة شعبية إلكترونية قامت من أجل سورية وباسمها. نحن لن نتوقف أبدا وسنستمر في عملنا مهما حاولت إدارات الشبكات والمواقع الإلكترونية أن توقفنا من غير حق وبطرق وقحة». بهذه الكلمات النابضة بحبّ الوطن الصادق وبروح الشباب، ختم علي فرحا كلامه، موجّهاً الشكر إلى فريق عمل الصفحة وإلى كلّ من أحبّ صفحة «الجيش السوري الإلكتروني»، وإلى كلّ من يؤمن بجهودهم في كلّ المواقع الإلكترونية المختلفة كتويتر، وعبر الموقع الإلكتروني الذين يعملون على تطويره حالياً «
www.syrian-es.com».ومن الجدير ذكره أنَّ أعداد السوريين المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي كانت قد تزايدت على نحو مطرد منذ بداية الأحداث في سورية، وقد استخدم السوريون خلالها طيفاً واسعاً من التكنولوجيا والتطبيقات المنوعة، ليوصلوا بها آراءهم، وليردّوا بها عن وطنهم الهجوم الإعلامي والإلكتروني المسعور الذي شنّته محطات فضائية مختلفة.
المصدر : بلدنا
14/05/2011